أهمية وأسباب ومراتب الهداية

[center]
مراتب الهداية

يقول الإمام بن القيم رحمه الله

أنه ومن عظيم حوجتنا للهداية فإن الله عز وجل
قد جعل لنا الدعاء الذي في سورة الفاتحة ندعو ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) الآية (6) ما لا يقل عن 17 مرة في اليوم هي عدد ركعات الصلوات الخمس
وفي الحديث في صحيحي البخاري ومسلم عن معاوية بن أبي سفيان وغيره قال سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
( مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ
وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الْأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ الله )
وأمر الله كما جاء في التفسير هو الريح التي تقبض في آخر الزمان روح كل مؤمن ومؤمنة ثم تقوم الساعة على شرار الناس

وقسم بن القيم رحمه الله الهداية إلى أربعة مراتب
الأولى هداية الإنسان إلى مصالح دنياه
فكل إنسان يحتاج لأن يهديه الله عز وجل لما يصلح به دنياه

والمرتبة الثانية هي الهداية إلى دين الإسلام ومعرفته

ويعني هداية عامة بمعرفة الإسلام ورسوله عليه السلام وكتابه المنزل ومصادر تشريعه الأربعة المعلومة الكتاب والسنة والإجماع على صحة تشريع ما وأنه موافق للكتاب والسنة ثم والقياس الصحيح بشروطه المعلومة لموافقة تشريع ما للمصادر الثلاثة السابقة

أما المرتبة الثالثة فهي هداية الإلهام والتوفيق

وهي أن يهديك الله عز وجل إلى الصواب ويلزمك إياه بتوفيقه عز وجل .وقد إستدل في ذلك إلى قول الله عز وجل
( والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) الآية 23 سورة يونس
فالدعوة إلى الجنة دار السلام هي الدعوة إلى الإسلام بالصورة العامة وهي إذا مرتبة الهداية الثانية
وهداية من شاء إلى طريق مستقيم هي المرتبة الثالثة هداية الإلهام والتوفيق

ثم المرتبة الرابعة هي الهداية إلى طريق الجنة يوم القيامة

حيث لا يهتدي إلى هذا الطريق الذي يمر بالصراط إلا من وفقه الله وهداه وجعل له نوراُ.


أسباب الهداية

مما أوردت الآيات من الأسباب
قوله عز وجل

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن
تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) الآية {9} سورة يونس


( .... واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم ) ( 282 ) البقرة

( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) سورة العنكبوت آية 69

من أسباب الهداية كذلك الدعاء وطلب الهداية

قال الله عز جل
{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه : 114]


( اللهم أهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وقنا وأصرف عنا برحمتك شر ما قضيت )

[center][b]